بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 2 مارس 2012

الحركة الصهيونية

الحركة الصهيونية
أصل الكلمة
كلمة "صهيون" في أصلها كلمة كنعانية أُطلقت على الجبل الشرقي للمدينة التاريخية, المعروفة في يومنا باسم "القدس. وكثيرا ما استعملت كلمة صهيون للدلالة عن المدينة كلها. وقد وردت كلمة "صهيون" في التوراة مائة واثنتين وخمسين مرة على أنها المدينة المقدسة, كما وردت سبع مرات بالمعنى نفسه في "العهد الجديد".

منذ الخراب الأول للهيكل على يد (نبوخذ نصر) وتشتُت اليهود في السبي, أصبحت هذه الكلمة الكنعانية الأصل, كلمة "صهيون", ملازمة لصلوات اليهود فقد ورد في المزامير : رنموا للرب الساكن في صهيون ( مزامير 9 :11), وأصبح "صهيون" رمزا لأحلامهم بالعودة إلى "أورشليم" , وهو الاسم الذي كان يُطلق على المدينة المقدسة في عهد الملك داوود عليه السلام.

وعلى هذا, فإن الصهيونية في أبسط تعاريفها هي استقرار بني إسرائيل في فلسطين, أي جبل صهيون وما حوله , وهى كذلك تأييد بالقول أو بالمساعدة المالية والأدبية , فالصهيوني هو اليهودي الذي يفضّل أن يعيش في فلسطين وهو كذلك الذي يساعد اليهود ماديا وأدبيا ليستوطنوا في فلسطين.

فها هي(جولدا مائيير) تقول في محاضره مطبوعة : بعد قيام الصهيونية لا يمكن أن يعد صهيونيا إلا ذلك الذي يحمل حقائبه ويأتي على الفور .....
جميل جدا أن يعطينا اليهود في الغرب تأييدهم وحماسهم وأموالهم , ولكن هذا لا يكفى , فمن بعيد لا يمكن زراعه النقب , وبقاء إسرائيل يتوقف على ما إذا كان ممكنا أن تزرع صحراء النقب وجبال الجليل ,إنني لا أستطيع أن أفصل أمنإسرائيل عن تعمير النقب والجليل , إنني كلما سمعت أغاني إسرائيل يرددها اليهود في نيويورك ولوس أنجلوس وشيكاغو رقص قلبي طربا , ولكن ترديد الأغاني عن النقب في نيويورك وبوسطن لا يعمّر النقب إنما تعمرها الأغاني إذا كانت تقنع الشباب اليهودي بالهجرة إلى النقب , وإلا فسوف يبقى اليهود يعيشون في أمريكا ويغنون عن النقب في أمريكا , ولكن النقب سوف يبقى خاليا مهجورا.



ويرى اليهود أن موسى أول قائد للصهيونية, أول من شيد صرحها ووطد دعائمها , فهو الذي قاد بني إسرائيل ليدخل بهم فلسطين عقب خروجه من مصر, ولكننا نعلم أن موسى عليه السلام لم يدخل أرض الميعاد ولكن أتباعه دخلوها ويُعدّ خروجهم سنه 135م اجتثاثا لدابرهم وتدميرا لجذورهم حتى أن الفتح العربي عندما جاء بعد ذلك بخمسه قرون لم يكن بإيليا ( بيت المقدس ) يهودي واحد.



مقدمات ظهور الصهيونية
وارتضى اليهود الحياة في مواطن الهجرة وبخاصة الدول الإسلامية حيث يتمتعوا بما يكفله الإسلام لغير أتباعه في المجتمعات الإسلامية من حقوق ( بشهادة اليهود أنفسهم ) ونقتبس للمؤرخ محمد عنّان من موسوعته عن تاريخ الأندلس:

...عُومل اليهود منذ الفتح بمنتهى الرفق والرعاية, وازدهرت أعمالهم التجارية والصناعية, في ظل ذلك التسامح الإسلامي المأثور, ووصلوا في قرطبة في ظل الخلافة إلى ذروة النفوذ والرخاء.....
واستمرت الخلافة الأموية ومن بعدها حكومات الطوائف على رعاية الأقلية اليهودية وتشجيعها, وكان يهود قرطبة يرتدون الزي العربي, ويتخلقون بالتقاليد والعادات العربية, ويمتازون بثرائهم ومظاهرهم الفخمة.

ومرالزمان ولم يبد اليهود قط لون من ألوان الولاء للبلاد التي عاشوا فيها. بل واشتركوا في مؤامرات ضدها , فتعرضوا لحركة اضطهاد عنيفة في أكثر البلاد التي عاشوا فيها , وكان أشدها قسوة المذبحة التي نزلت بهم في روسيا 1882م وعلى أثرها بدأت حركه الصهيونية بالظهور .

ويقول (وايزمان) في مذكراته: إن الحركة الصهيونية في حقيقتها وجوهرها نشأت في روسيا وكان اليهود يعدون أندادا للخارجين عن القانون.

وسيظهر لنا في المقالات القادمة أن الصهاينة استغلوا ما تعرضوا له من اضطهاد كحجة لكي يكرسوا مفهوم الصهيونية وإقامة الدولة اليهودية ولينالوا استعطاف العالم ؛ على الرغم من أنهم نالوا بعد هذا الاضطهاد جميع حقوقهم في معظم البلاد التي كانوا يعيشون فيها وعاشوا بمساواة مع باقي المواطنين الأوروبيين.

ظهور الصهيونية

ظهرت كلمة " الصهيونية " كمصطلح سياسي في العقد الأخير من القرن التاسع عشر.
وكانت , حين ظهورها, تشير إلى مجموعة من الحركات التي يجمع بينها عامل مشترك, وهو خطة اليهود لإنشاء مركز روحي إقليمي, أو إنشاء دولة ليهود العالم , يكون مقرها بصورة عامة أرض فلسطين. 
قبل انتشار مصطلح "الصهيونية" كانت هناك تسميات أخرى تستعمل مرادفة للصهيونية السياسية, كـ "أحباء صهيون", وهي الجمعية التي مهدت الدرب لولادة الصهيونية.
ولا جدال في أن أوروبا هي مهد الحركة الصهيونية, والتي لم تكن مجرد حركة ذاتية وإنما كانت حركة من نوع ردات الفعل؛ فهي رد على معاداة السامية, وهي رد على الاضطهاد, وهي في الوقت نفسه استجابة للمطامع الاستعمارية في المشرق, وهي استغلال للمشاعر الدينية لدى البسطاء والمعذبين.



الصهيونية واليهودية

اتخذت الحركة مفهوم أو عده مفاهيم محددة, أهمها إحياء اللغة العبرية , كما اتخذت الصهيونية فكرة التعصب العنصري و الديني, وفكرة تقوية الشعور القومي لدى اليهود , وإحياء التاريخ اليهودي , وتقاليد اليهود وعاداتهم , اتخاذ القهر ضمن الوسائل المباحة للوصول إلى غاياتهم.

والخطوة الثانية هي اتخاذ مختلف السبل للتقليل من استخدام كلمة فلسطين ليسدل عليها النسيان ومن أبرز التعبيرات التي استُعملت: "أرض صهيون" و"إسرائيل" وقد رجح التعبير الثاني لان الصهيونية بفلسطين عُرفت بالعنف وحركات القسوة والتدمير.

والخطوة الثالثة, وبرزت عند قيام الدولة وكان (بن جوريون) رائدها, هي تضييق حدود الصهيونية.

حيث يقول (بن جوريون) : أما أولئك اليهود الذين يعتبرون أنفسهم جزءا من الشعب الأمريكي أو الإنجليزي أو الفرنسي , أولئك اليهود الذين لا يشعرون أنهم يعيشون في المنفى , أولئك الذين لا يرون أن مستقبلهم ومستقبل أولادهم وأحفادهم لا يمكن أن يوجد إلا في إسرائيل , هؤلاء اليهود جميعا إنما يذوبون تدريجيا في حضارة غير يهودية , ولغة غير يهودية , إن أولئك الذين يطلقون على أنفسهم كذبا لقب الصهيونيين بحكم انتمائهم إلى منظمات تحمل هذا الاسم , هم في الحقيقة خطر على اليهودية .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق